بيان صادر عن تيار المجتمع المدني – حراك 17 تشرين الأول 2019

0

لا شكّ أن جميع اللبنانيين أمام لحظة تاريخيةٍ حاسمةٍ من تاريخ لبنان، ستُؤسس لمستقبل هذا البلد دولةً وشعباً.

لطالما حلمنا بذلك اليوم الذي يكسر فيه الشعب اللبناني كل القيود التي اختلقتها السلطات السياسية المُتعاقبة، من الطائفية الى المحسوبية والزبائنية وتقويض مبدأي المساواة والعدالة الاجتماعية، وكل سلطة للقانون والدولة، ففرضت تلك القيود على هذا الشعب الذي لم يبقَ لقسمٍ كبيرٍ منه من خيارٍ إلا الوقوف على ابواب الزعامات السياسية والطائفيّة لاستجداء أبسط حقوقه، او الموت على ابواب المستشفيات والهجرة والجهل والبطالة والنزاعات الطائفية التي لا تنتهي..

لقد فهم الشعب اللبناني أخيراً ان الطائفية وهمٌ زرعه الزعماء التقليديون في نفوس المواطنين من مختلف الطوائف في سبيل ضمان استمرار زعاماتٍ طائفيةٍ يستحيل عليها البقاء إلا إذا اقتاتت على خوف وقلق اللبنانيين على حياتهم حاضراً ومستقبلاً، في سبيل ضمان استمرار نهبها المنظّم للمال العام، وبسط سيطرة أزلامهم على كل إدارات الدولة ومؤسساتها العامة ومناصبها الرئيسيّة، حيث لا اعتبار للكفاءة ولا حتى لأبسط المتطلبات والمواصفات الواجب توفرها في الذين يتولون إدارة الشأن العام..

يحق لهذا الشعب الصبور الذي عانى ما عاناه من شرذمةٍ وقهرٍ وذلٍّ، يحق له العبور إلى الدولة المدنية والديمقراطية القائمة على تكافؤ الفرص والعدالة والحماية الاجتماعية مع اقتصاد منتج وقضاء مستقل، بعيداً عن أي شكل من أشكال الطائفيّة حيث يُنظر الى اللبنانيين كمواطنين متساووين أمام القانون وليس كرعايا.

لقد ناضلنا في تيّار المجتمع المدني، وعلى مدى العقدين المنصرمين، في سبيل تعزيز الوعي في ذهون شبابنا للمساهمة في خلق جيلٍ واعدٍ يُراهنُ عليه مستقبلاً لدورٍ يرتقي بهذا الشعب الى مصافي الشعوب الراقية وبالدولة اللبنانيةِ الى مراتب الدول المُتحضّرة. حيث وضعنا نصب أعيننا مجموعةً من الأهداف تبدأ بترسيخ ثقافة المواطنة في علاقة اللبناني مع اللبنانيّن والدولة، وتمرُّ في خلق أُسس الدولة المدنية من خلال إسقاط إشارة الاكراه والتفرقة والعداء، أي الإشارة إلى الطائفة، من سجلات النفوس ووضع قانون مدني اختياري للأحوال الشخصيّة، واعتماد النسبيّة كنظام انتخاب في الانتخابات النيابية والبلدية، وصولاً الى اعتماد العلمنة الشاملة التي تتخذ موقف الحياد الايجابي تجاه الأديان جميعُها.

إننا، وإذ نحتفل اليوم مع كل مواطن ومواطنة بقيامة هذا الشعب الذي، وفي لحظةٍ تخلٍ، يئس منه الكثيرون، إلا أنه نهض وثار وفاجأ الجميع مُثبتاً انه لا زال حيّا ينبضُ حُباً للحياة والحريّة والكرامة. ندينُ كل محاولةٍ لإحباط شعبنا، سواء من جهة الذين يحاولون سرقة حلمه بالتغيير من خلال حرف مسار انتفاضته عن مسارها لمآرب وغايات سياسيّةتخصّ أصحابها، أو من جهة من يضعون العوائق في طريق هذه الانتفاضة المجيدة بغية إفشالها، آملين أن ان يتحلى كل مواطن ومواطنةٍ بالوعي الكافي لصدّ تلك المحاولات، وان يستمر الشعب في انتفاضته حتى تحقيق مطالبه، وبناء دولته التي يتظلل بها جميع أبنائه، أنطلاقاً من القيم الديمقراطية التي يجب ان تشكّل أساساً متيناً للقاء والتعاون بين المواطنين. فلا مكان للتراجع، لأن الآمال المعلقةُ على هذه الإنتفاضة كبيرةٌ بحجم الوطن.

بدارو- الاثنين 28 تشرين الاول 2019

#لبنان_ينتفض #تيار_المجتمع_المدني #الحراك_المدني

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.