فيلم “Modigliani” لميك دافيز- اعداد قاسم حمادة – العدد 23 تواصل مدني

0

وقفة مع فيلم إعداد قاسم حمادة  فيلم Modigliani” لميك دافيز

“في إحدى المرات، رأيته يرقص كالطفل حول تمثال بلزاك، كانت يداه تحلقان كطائر، وكان وجهه جميلاً مشرقاً، كان مثلي في إحدى مراحل حياتي، لذلك سرقت تلك اللقطة وخزنتها في ذاكرتي لأعيش بها ومعها حتى أيامي الأخيرة هذه” الفنان الإنطباعي الفرنسي بيير أوغست رينوار

(موديجولياني 1884-1920) فيلم للمخرج والكاتب ميك دافيز، من بطولة أندي غارسيا يتحدث عن حياة الفنان التشكيلي أميدو موديجولياني، الذي ولد في روما، وانتقل إلى فرنسا حيث عاش حياة مزيج ما بين العبث والابداع، الفيلم يسلط الضوء على العام الأخير من حياة الفنان (1919)، ويبرز الصراع بينه وبين بيكاسو أحد فناني عصره.

يبدأ الفيلم بمشهد لوجه أمرأة وهي تطرح سؤالها بكل وضوح على عموم البشر “هل تعرفون الحب؟ الحب الحقيقي؟ هل عرفتم يوماً بأن أحداً فكَّر بالموت من أجل حبه؟ إنها أنا”. كانت تلك المرأة هي جيني عشيقة مودجولياني. بذلك السؤال وتلك الصورة، يبدأ المخرج الأسكتلندي ميك دافيز Mick Davis  فلمه الدرامي “أميدو مودلياني”

يقسم المخرج الفيلم إلى مجموعة فصول، تعتمد على سرد حياة الفنان في عامه الأخير، الفقر، قصة حبه مع جيني، والصراع مع منافسه بيكاسو، كما ينتقل في بعض اللقطات إلى الفلاش باك، مُسلِّطاً الضوء على مراحل عاشها الفنان في الماضي.

ركز المخرج ميك دافيز بشكل واضح على التنافس بين الفنانيين بيكاسو ومودجولياني ويبرز التفاوت بين حياة البزخ التي كان يعيشها بيكاسو، بمقابل حياة الفقر لمودجولياني.

بالمقابل سلّط المخرج الضوء على حياة مودجولياني الغرامية وعلافته مع جيني الفتاة الباريسية المنحدرة من الطبقة الغنية والتي أصبحت عشيقته وأم طفلته، “عندما أدخل إلى روحكِ وأعرفها سأرسم عينيك”. وبالرغم من محاولات جيني لمساعدة موديجولياني والسعي إلى تحسين حياته التي كان يعيشها حيث أقامت بعض المعارض بمساعدة بيكاسو، ولكنه رفض العرض ومساعدة منافسه بيكاسو الذي لم يخفي خبثه تجاه موديجولياني، وهو من ساهم بإغلاق معرضه بحجة اللوحات التي تظهر نساء عاريات…

في الفصل ما قبل الأخير، يبدأ الإثنان بمعركة إثبات الوجود، وكلاهما سيثبتان جدراتهما في معرض يمكن أن ينتشل جولياني من فقره إذا ما حاز على الجائزة. وقبل موعد افتتاح المعرض ليتم إعلان الفائز، يصادف مرور موديجولياني بإحدى الحانات، ويبدأ باحتساء القدح والقنينة تلو الاخرى، وعندما لا يتمكّن من دفع الفاتورة، يتعرض الفنان للضرب المبرح ويُنقل إلى المستشفى. وفي تلك الاثناء، يكشف عن اللوحات المشاركة، ويتم الكشف عن لوحة بيكاسو التكعيبية، أما لوحة مودجولياني فتظهر لوحةً انطباعية اخذت شخصية جيني أغلب مساحتها، حينها تستعيد جيني بذاكرتها ما قاله لها حبيبها “حينما أدخل إلى روحكِ، وأعرفها سأرسم عينيك” وعندها يفوز موديجولياني.

في نهاية الفيلم، يبرز المخرج لحظات حياة  الفنان الأخيرة بين يدي زوجته وأم ابنته وأصدقائه ومحبيه من الفنانيين الذين يقومون بصب الجبس على وجهه كي يحصلوا على نسخة إلى الأبد.

اللقطة الاخيرة للفيلم لجيني وهي تطرح سؤالها الاخير “هل فهمتم موقفي؟ حاولوا أن تعذروني؟ عندها ترجع بقدميها إلى الخلف حيث تجلس على حافة شبّاك الغرفة، وتلحق بها الكاميرا لنشاهدها جثة ملقاة على الثلج.

معلومات عن الفيلم:

Modigliani

انتاج : 2004

الإخراج :ميك دايفز

مدة الفيلم : 128 دقيقة

بطولة : أندي غارسيا، إليسا زيلبرستاين

 

 

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.