إعداد علي الحمود
رحل صاحب المقولة الشهيرة: “العقل لا يكون عقلا إلا إذا كان نقديا”. هوالمفكر والناقد جورج طرابيشي، الذي غادرنا يوم الأربعاء في السادس عشر من شهر آذار عام 2016، عن عمر يناهز السبعة وسبعين عاما، تاركا وراءه كماً هائلا من الكتب الناقدة التي تخلد ذكراه.
ولد جورج طرابيشي في مدينة حلب عام 1939، نال إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق.
مارس مهنة التعليم في الثانوية التي تعلم فيها كمُدرِّس في اللغة العربية.
دخل طرابيشي السجن كمعارض سياسي لنظام حزب البعث، بعد سنة من استقالته من الحزب. لاحقا انتقل إلى لبنان حيث عمل رئيسا لتحرير مجلة دراسات عربية (1972-1984)، ثم سافر إلى باريس بسبب الحرب الأهلية اللبنانية حيث تفرغ للكتابة وعمل أيضا محررا لمجلة الوحدة (1984- 1989).
مواقف كثيرة في حياة طرابيشي، في طفولته وفي شبابه، حتى أن تجربته في السجن جعلته متأكدا بأن القضية ليست قضية تغيير سياسة أو وزارة، أو قضية مسلمين أو غير مسلمين، مسيحيين أو غير مسيحيين، فالقضية أعمق من ذلك بكثير، هي أولا وربما أخيرا قضية بنى عقلية.
لطرابيشي الكثير من المقالات والمؤلفات والترجمات، فله ما يقارب الخمسمائة مقال، وأكثرمن مئة كتاب مترجم، وما يقارب الثلاثين مؤلفاً، نذكر بعضاً منها: “نقد نقد العقل العربي” بأجزائه الأربعة، “شرق وغرب، رجولة وأنوثة”، “عقدة أوديبفي الرواية العربية”، “من إسلام القرآن إلى إسلام الحداثة”، “الرجولة وأيديولوجيا الرجولة في الرواية العربية”، “المعجزة أو سبات العقل في الإسلام”.
كتب طرابيشي مقالته الأخيرة قبل وفاته، حيث ختمها بقوله: “إن شللي عن الكتابة، أنا الذي لم أفعل شيئاً آخر في حياتي سوى أن أكتب، هو بمثابة موت.ولكنه يبقى على كل حال موتاً صغيراًعلى هامش ما قد يكون الموت الكبير الذي هو موت الوطن”.