تيار المجتمع المدني – التعريف والرؤية
تيار المجتمع المدني(1) هو حركة سياسية مجتمعية(2) تسعى، بالتعاون والتشارك مع هيئات وأفراد المجتمع، إلى بناء مجتمع الإنسان، كل إنسان، وكل الإنسان(3)، عبر سياسة القضايا لا سياسة الأشخاص (4)، وبالطرق اللاعنفية(5).
ويساهم تيار المجتمع المدني في بناء المواطن الحر(6) الديمقراطي العلماني من خلال مبادئ أساسية هي العلمانية والديمقراطية والتشارك والسيادة والعدالة والتنمية الشاملة المتكاملة والشفافية والعروبة.
إن تيار المجتمع المدني يسعى للوصول إلى وطن ديمقراطي علماني قوامه مواطن حر يشارك في بناء مجتمع عادل ومنفتح على محيطه والعالم إنطلاقاً من أن للإنسان قيمة مطلقة واستناداً إلى مبادئ التيار وآلية عمله(7).
1- المجتمع المدني: مفهوم “المجتمع المدني” الذي يتوخى تيار المجتمع المدني الوصول اليه، والذي حمل إسمه، هو المجتمع الذي يقوم على أساس نظرية “التعاقد بين الفرد والمجتمع” والذي يُلـَخص واقع جماعة من الناس إختارت أن يضمها مجتمع واحد، وسلّمت بأن تلتزم بقوانين واحدة تجمع وتساوي بين أفرادها.
2- الحركة المجتمعية: تختلف كلمة “مجتمعية” عن كلمة “إجتماعية”، في أنّ الأولى تفيد العمل من أجل تطوير وتحسين بنية المجتمع على صعيد معين (مثلاً: البرامج والمشاريع التنموية). بينما تفيد الثانية إقتصارها على إنجاز عمل ينتهي في حينه دون تأثيرات مستقبلية (مثلاً: المساعدات الإجتماعية الموسمية)
3- “مجتمع الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان”: المقصود بعبارة “كل إنسان”: (جميع الناس بدون أي إستثناء أو مفاضلة أو تمييز، جميعهم، الأذكياء والمتخلفين عقلياً، الأغنياء والفقراء، الرجال منهم والنساء…)، أمّا عبارة “كل الإنسان” فتعني: (كل ما يكوِّن الإنسان، وما يجعل منه إنساناً متميزاً عن الجماد والنبات والحيوان).
هذا الشعار إذن، يهدف إلى تغيير ما يمكن تغييره في الذهنيّات والبنيات والقوانين، لكي يصبح المجتمع مؤنسناً حقاً، و”مؤنسِناً” للجميع، ولكي لا ينمو إلا ما هو لأجل الإنسان، وهذا ما يساعد على وضع مخطط موضوعي للتنمية الشاملة المتكاملة للمجتمع.
4- “سياسة القضايا لا سياسة الأشخاص”:“سياسة القضايا” تقوم على مساهمة كل فرد، من خلال مجموعة، في إقتراح وتنفيذ سياسة معينة تلبي حاجات المجتمع. فالقضية هي المحور في هذا البناء القائم على تشارك الأفراد، والمشروع إذن لا يتعلق بأحد هؤلاء الأشخاص، بل يقوم ويستمر برغبة التعاون عند الجميع.
أما “سياسة الأشخاص” (التي يحذر منها التيار)، فهي التي تقوم على ترئيس أو تزعيم شخص ما وكأنه يختصر الجماعة بكاملها، وهذا ما يؤدي غالباً إلى إنقسام الجماعة على نفسها وإهتمامها بجزئيّات تبعدها عن القضية التي شكلت موضوع التقائها.
5- اللاعنف طاقة تغييرية: النضال اللاعنفي هو الطاقة الإنسانية التغييرية للواقع العنفي، التي تتوجه لتغيير أي واقع ظالم، من خلال مشروع عمل متكامل عند الإنسان، الفرد والجماعة والمجتمع. ويرتكز مبدأ اللاعنف على الإحترام الكامل للإنسان (أكان فرداً أو جماعةً أو مجتمعاً)، على اعتباره القيمة الأساسية من بين كائنات العالم.
يسعى تيار المجتمع المدني، من خلال اللاعنف، إلى بناء مشروع يرتكز على تحويل الأفراد والجماعات، قدر المستطاع، من اعتماد العنف في تصرفاتهم إلى اعتماد طرق الممارسة اللاعنفية في المجتمع، كالسبيل الأرقى لمعالجة الواقع الظالم، بما تؤمّنه هذه الطاقة لكل فرد من تناغم بين قدراته الجسدية والعقلية.
6- المواطن الحر: هو الفرد داخل الدولة، الذي ينتمي إليها، ويشارك في بنائها، ويدافع عنها، والذي يتمتع، داخلها، بحرية كاملة، أكان لجهة التعبير عن أفكاره، أو لجهة تصرفاته بالتماس مع جميع ما يحيط به، على أن يحترم حرية الغير.
7- تـُمثل كامل هذه الفقرة “رؤية التيار”.