نظمت مجموعات من الحراك المدني ومن ضمنها تيار المجتمع المدني مسيرة انطلقت من منطقة سد البوشرية باتجاه نهر بيروت، وقد جاء في بيان الدعوة للمسيرة:
أزمة النفايات ليست فشلكم الأول،
فشلتم في تأمين الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، حتى بعد خمسة وعشرين عاماً على انتهاء حروبكم بأشكالها المختلفة والتي أنهكت اللبنانيين وقتلتهم وهجرّتهم وما زلنا نرزح تحت مخلفاتها، من تهجير واعاقات حرب ومفقودين ما برح ذووهم ينتظرون معرفة مصائرهم. هذا من دون الحديث عن التعديات على الأملاك العامة والتي باتت بمثابة غنائم.
وضعتم يدكم على مؤسسات الدولة ومواردها ووظائفها ولم تسلم أموال البلديات من قبضتكم. فبات كل شيء غنما وفق نظام المحاصصة والفساد. وتلاشت حقوق المواطنين بالصحة والأجر العادل والتعليم والمحاكمة العادلة حتى كادت تضمحل. وما كشفه ملف النفايات ليس سوى حلقة من حلقاته الطويلة: فأنتم لا تتورعون عن تهديد جميع الناس بصحتهم لخوض لعبة ابتزاز فيما بينكنم. وعندما كشف فسادكم واجهتم الناس بالرصاص وكافة أنواع التنكيل وإعتقلتم الناشطين وحرضتم طائفيا وسياسيا عليهم وفبركتم قصصاً للنيل من سمعتهم.
راكمتم الدين العام حتى شارف المئة مليار دولار، والكهرباء مقطوعة والمياه شحيحة. وبيئتنا مدمَّرة بسبب سياساتكم الإستهتارية الجشعة، هذا ولن ننسى ما مرّ به اللبنانيون من موت وخوف بسبب نزاعاتكم وانقساماتكم الدموية. وفوق هذا كله، مددتم لأنفسكم مرتين ومن دون وجه حق، غير آبهين بالدستور ولا بكرامة وحقوق اللبنانيين. وانتهكتم القضاء طولا وعرضا لتحصين ذواتكم ضد أي مساءلة أو محاسبة ولتجريد المواطن من الحماية فيبقى هشا يحيا تحت حماكم ورحمتكم.
أنتم لم تأبهوا لحقوقنا يوماً. لم تأبهوا إلا لمصالحكم الخاصة. قوانينكم، قراراتكم، مراسيمكم محورها وهدفها هو أنتم ومصالحكم وحدها. اما مصالح المواطن فلا مكان لها. طالبناكم بفرز النفايات بين عضوية وقابلة للتدوير، ففرزتموها طائفياً.
ونحن لم نتوقف يوما عن المطالبة بحقوقنا ولن نتوقف. حراكنا امتدادٌ لنضال طويل مستمر.
راهنتم على تعبنا أو سكوتنا أو رضوخنا أو تشتتنا. تعدُّدُنا إعتبرتموه ضعفاً وإنقساماً.
نحن اليوم مجموعات من هذا الحراك، مندفعون أكثر من أي يوم مضى. مندفعون حتى تحقيق كافة مطالبنا في موضوع النفايات، كما في كافة حقوق الناس وقضاياهم المدنية والمعيشية والحقوقية.
معركة إسترجاع الميادين الكرامة والحقوق مستمرة.
مستمرة حتى نبني الدولة المدنية والديمقراطية والعادلة.
غدا سنتوجه في مسيرة من المكب المستحدث في سد البوشرية (شارع الكهرباء، مفرق المدينة الصناعية) ساعة 3 إلى جبل النفايات بمحاذاة نهر بيروت، لنتتضامن مع أهالي سدّ البوشرية، أطفالا وشيوخا، نساء ورجالا، والذين، كما كل اللبنانيين، معرضون للمرض نتيجة سموم المحارق والغازات المنعثة من تحلل النفايات وتسرّب عصائرها الى المياه الجوفية ومن تفشي الجراثيم.
ندعو جميع اللبنانيين الى ملاقاتنا هناك، لنثبت أننا لن نتراجع حتى تحقيق جميع المطالب.
المرض يحاصرنا والمسؤولون لا يتوانون عن إعطاء الوعود الكاذبة التي لا هدف منها سوى إمتصاص النقمة والظهور بمظهر البريء وإسكات صوت الحراك وتنفيسه من دول حل بيئي مستدام للأزمة.