مجلة تواصل مدني – العدد 8- عن شهر 10/2013- صفحة “تحقيق”- إعداد ياسمين وهبي
تحقيق |
حرش بيروت … مُقفل إلى متى؟؟
كان معروفاً بحرش الصنوبر، وبات اليوم يُعرف بالحرش المسجون بعد أن مَضى على إقفاله ما يُقارب الـ 18 عاماً.
هو حرش بيروت الذي تعددت الحجج حول أسباب إغلاقه، ومن أهمها الحديث عن وقوعه في منطقة حساسة طائفياً، أو الحديث عن نقص في تجهيزاته الأمنية والبيئية، على الرغم مِن أن مجلس مُقاطعة “إيل دو فرانس” ساهم بعملية تمويل كبيرة لبلدية بيروت لإعادة تأهيل هذا الحرش.
تَبلـُغ مساحة حرش بيروت 333،000 م2، ويَحتوي الحرش على 40،000 م2 من غابات الصنوبر التي تمّ زرعُها بعد الحرب عن طريق منحة إعادة تأهيل الحرش التي أشرنا إليها.
كان من المفترض أن تفتتح بلدية بيروت الحرش في العام 2002 بعد إعادة تأهيله، لكنّ هذا لم يحصل حتى يومنا هذا، الأمر الذي زاد من نسبة الأصوات المُطالبة باستعادة سُكان بيروت لحرشهم، ومن بين هذه الأصوات ناشطون في جمعيات من المجتمع المدني وجمعيات بيئية.
الناشطة الاجتماعية غوى علام في دور “الحكواتي” تقدم إحدى حكايات الأطفال
قمنا بزيارة الحرش أثناء المهرجان الذي تُنظمه فيه جمعية “السبيل” سنوياً والذي اختتَمته هذه السنة الفنانة العراقية سحر طه بحفلة غنائية مُميزة، والتقينا السيد أنطوان بولاد رئيس جمعية “السبيل” وسألناه عن المهرجان وأهميته، فأخبرنا بأنّه يُنظّم للسنة الثالثة على التوالي، ويتضمن حفلات للأطفال وأمسيات موسيقية وغنائية مُتنوعة تهدف إلى تعزيز علاقة الأطفال مع الكتاب، وأضاف أنّ الهدف من إقامة المهرجان بشكل غير مباشر هو إعادة فتح الحرش جزئيا لجميع فئات المجتمع.
وبسُؤاله عن رأيه في إقفال بوابات الحرش بعد انتهاء المهرجان، أجابنا بأنّ الحرش يحتاج لإعادة تأهيل لاستقبال الناس بشكل دائم وتحديداً إلى تأمين حُرّاس له وتجهيزات تـُساعد في حسن استعماله، واعتبر أنّ فتح الحرش في حال توفُر هذه الشروط مُهم لجهة ما يمكن أن يُشكله من صلة وصل بين أهالي بيروت وضواحيها، وما يمكن أن يُوجده من جمع ودمج بين مُختلف سكان المنطقة المحيطة به.
كما استطلعنا آراء زائري هذا الحرش، فأيدت الآراء بمجملها مطلب إعادة فتح الحرش بشكل دائم لجميع الناس بشرط تأمين حُراس وعمال تنظيف دائمين له، مع اقتراح أحد الزائرين تأمين نفقات الحراسة والتنظيف من خلال تحديد بدل رمزي للدخول إلى الحرش لا يتخطى الـ 1000 أو الـ 2000 ل.ل.
من مهرجان جمعية السبيل في حرش بيروت
بعد نهاية المهرجان، يعود الحرش إلى الإقفال، إلا لطالبي الإذن بالدخول إليه ممن تخطوا سن الـ 35، وذلك بموجب تصريح من محافظ بيروت، أو للأجانب !
فمتى تزول الأسباب المُعرقلة لإعادة فتح الحرش لكل شرائح المجتمع؟ ومتى تعود هذه المساحة العامة إلى أصحابها الذين يتُوقون إلى استعادتها لتكون مَنفسُهم الوحيد خارج زحمة الأبنية وضجيج المدينة؟
… الجواب يبقى رهن قرار المعنيين ورهن مَساعي وضغط قوى المجتمع المدني الفاعلة على هؤلاء من أجل إعادة حرش بيروت إلى أبنائه.