يتحدث كتاب “نيميسيس” لفيليب روس عن شاب يُدعى “باكي”عاش في مدينة “ويكاهيك”إحدى مدن الولايات المتحدة الامريكية، وكان حلمه أن يصبح جندياً مقاتلاً في الجيش الامريكي، إلا ان ضعف نظره منعه من تحقيق هذا الحلم. وقد عمل “باكي” كناشط ومدرب في نادٍ رياضي، إلى أن بدأ مرض “شلل الأطفال” يفتك بأهل المدينة وينتشر بين الناس، فشارك “باكي” أهل المدينة في محاربة المرض، إلى أن طلبت منه حبيبته الالتحاق بها في مدينة أخرى. وهناك، ومع وصوله، بدأ انتشار المرض في المدينة، ليتبين بعدها أن “باكي” هو مصدر تفشي المرض. بعد ذلك، يتطور المرض ببطل الرواية ويؤدي إلى بتر رجليه، فيدخل حالة من اليأس والاستسلام.
يضعنا الكاتب أمام سببين في حياة البطل أدّيا إلى القنوط. الأول، يتمثل في عدم تحقيق هذا الأخير حلمه بالالتحاق بالجيش، والثاني، شعوره بالذنب طوال حياته لتسببه في تفشي المرض في المدينة التي انتقل إليها.
هي حالة الاستسلام والخضوع لحوادث لم نصنعها بأنفسنا ولا نريدها لغيرنا، نعيش أحيانا في عقدة الذنب منها، فنخلد للمأساة ونجلد أنفسنا ونتحول وقوداً لواقع لم نصنعه ولم ننتجه، لكننا خضعنا له حتى فتك بنا، ونبقى نتساءل: من هو هذا “المجهول” الذي يفرض واقعاً لا نريده رغما عنا؟
فيليب روث Philip Roth
روائي أميركي، وُلد في 19 آذار من العام 1933 في نيو جيرسي (الولايات المتحدة الأمريكية). دخل الجيش الأمريكي لعدة سنوات. حصل على شهادة ماستر في الأدب الانكليزي. تزوج مرتين. معظم كتاباته ترتكز على العائلة والموت والجنس. اعتبره الكثير من النقاد كاتبا مُشاغبا يتناول بصورة دائمة من خلال كتاباته الاضطرابات العائلية والثقافية في المجتمع. تنامت شهرته مع بدايات عام 1959 عندما كتب رواية “وداعا كولومبوس”، وهي صورة عن الحياة اليهودية الأمريكية، والذي حصل بها على الجائزة الأمريكية القومية للكتاب والرواية.
حصل مرتين على جائزة الكتاب الوطني، ومرتين على جائزة النقاد الوطنية للكتاب، وثلاث مرات على جائزة PEN فولكنر. كما حصل على جائزة بوليتزر للعام 1997، كما نال جائزة المان بوكر في العام 2011. يُعتبر روث من أهم الكتاب الأميركيين من بني جيله، وقد رُشِّح مراراً في الفترة الأخير لجائزة نوبل للآداب، غير أنه لم ينلها.
من أهم رواياته: الوداع يا كلومبوس (1959)، شكوى بورتنوى (1969)، الكاتب الشبح (1979)، مسرح ساباث (1995)، الراعي الأميركي(1997).