مجلة تواصل مدني – العدد 16- عن شهر 4/2016- من أقوال غريغوار حداد- ص. 20- إعداد علي الحمود
على سبيل التحية إلى مطران المحبة الذي أضاء شعلة الإنسانية حتى آخر لحظة من حياته، نقتبس من كلماته الآتي:
– عن الإختلاف يقول: “التفهم يكمل الإحترام. وهو يعني أن نقبل بأن يختلف عنا قريبنا في تفكيره وأحكامه و تصرفاته وردود فعله. ويعني أيضا ألا نثور لأبسط الأمور ولا لأشدها خطورة، وألا نعتقد أننا النموذج الوحيد للإنسانية، بل يعني أن نوسع صدورنا وفكرنا لكي ندرك ونستوعب فوارق الآخرين وأنواعهم وثرواتهم”.
– عن المحبة يقول: “علينا أن نتعلم جميع ألوان المحبة، هي فن الفنون، فإذا إستسلمنا لوحيها وجدنا حلاً لكل حالة”.
– عن الإنسان يقول: “معركة الإنسان واحدة ومتنوعة، وهدف الإنسان في معركته أن يصبح كل إنسان إنساناً. وهي تعني معركة رفض كل أشكال الحواجز التي تمنع ولو فردا واحد من البشرية، من أن يصبح إنساناً”. ويقول أبضاً: “الإنسان قيمة مطلقة. يجب أن نضع نصْب أعيننا دائمًا تنميةَ الإنسان الفرد بكلِّ المكوّنات التي تجعل منه إنسانًا بالفعل. قد نكتشف في الإنسان قيمًا مختلفةً في بلدٍ مختلف، فإذاً يجوز أن تَدْخل النّسبيّةُ في القيم التي تجعل من الإنسان إنسانًا. وهنا يجب أن يظلّ الحوارُ مفتوحًا، فلا يلغي أحدٌ الآخرَ حتى على صعيد العلمنة، وإلّا صارت العلمنة دينًا جديدًا يلغي الآخرين، وما هذا من العلمانيّة في شيء. بل يمكن أن يصل بنا الأمرُ إلى نوعٍ من الدكتاتوريّة الفكريّة النازيّة أو الفاشيّة.
– عن القيم الإنسانيّة يقول: “الفقر والصبر والقناعة، وعدم مقاومة الشر بالشر، والتخلي عن الحقوق الشخصية، هذه وغيرها قيم انسانية، ولا شك أرادها المسيح لكل مؤمن به… ولكن أرادها ما دامت قيماً لم تُشوَّه ولم تصبح عكس ما تظهر، أي ضد الانسان بدلاً من أن تكون لأجله. وما معنى ذلك؟ معناه أنها قيم حقيقية عندما تكون شخصية، طوعية، حرّة. فهي تجعل الإنسان يتخطى حدود أنانيته. ولكن عندما تكون قسريّة، يخضع لها الإنسان لأنه لا يستطيع أن يتحرر منها، فلا يمكن أن تكون لأجل نموه ونضجه واكتماله، بل سبباً لتدهوره الإنساني”.
– عن المرأة يقول: “كانت صرخة ماركس وانجلز “يا عمال العالم اتحدوا” بدء تحول كبير إيجابي في تاريخ البشرية. فلو اعتمدت نساء العالم شعاراً “يا جميع نساء العالم اتحدن” ولو تنظم اتحادهنّ شيئاً فشيئاً على أهداف لها قيمتها، لتضاعف هذا التحول الإيجابي في العالم… ولو كانت الصرخة “يا جميع النساء والعمال والشعوب المظلومة عنصرياً اتحدوا”، لتكونت في العالم طاقة كبرى، لأجل تغيير البشرية وجعلها أكثر إنسانية”.
– عن الحُكم يقول: المطلوب حُكمٌ لا طائفيٌّ يتميّز حقًّا بالمجّانيّة، ولا يَستعمل أحدٌ فيه الآخرين لتحقيق وصولِهِ هو. وما دام قد وُجِدَ في عصرنا عددٌ ولو قليلٌ من «الأنبياء» الذين يسعوْن إلى إيصال المجتمع إلى نظام علماني، فمن الممكن أن نؤْمنَ بأنّ لبنان قد يصل يومًا ما”.