مجلة تواصل مدني – العدد 12- عن شهر 4/2015- صفحة “كتاب ومؤلف”- اعداد بيار الخوري
وداعاً للسلاح
يتحدث كتاب “وداعا للسلاح” للروائي الأمريكي “أرنست همينغواي “عن رجل يدعى “فريدريك هنري”الذي تخلى عن المشاركة في الحرب العالمية الأولى بعد إصابته في ركبته وقتله لأحدهم لحساب الهروب مع زوجته “كاترين باركلي” إلى الجبال حيث الهدوء.
مُعظم الروايات تتكلم وبشكل رئيسي عن الحب والحرب، هذين الموضوعين يجتاحان دائما وأبدا يومياتنا وخصوصاً في هذا العصر حيث يسقط الحب إلى المرتبة الدنيا وتسطع وبشكل فاجر نظرية “الحروب الهادفة “.
الحرب بالنسبة للكاتب دمار معنوي وجسدي دائم، هي لا تنتهي وهي أسهل بكثير من الخسارة، فالخسارة بكل بساطة تعني العودة أقله إلى ما كنا عليه من قبل،أما الحرب الدائمة فهي تعني تفادي الخسارة، وكأنّ الكاتب تنبأ بما نحن عليه الآن من حروب دائمة نبذل الجهد”غير النافع”من أجل الهروب من النتائج والخوف من النتائج التي تُحتّم علينا الاستمرار في “دَوسِ الحب”.
الحب والحرب يتناقضان كما يتناقض الجبن والشجاعة لأن الشجاعة تُحتم علينا التخلي عن الحرب سعياً وراء الحب
أرنست همينغوي
ولد عام 1899 في أواك بارك بولاية إلينوي الأمريكية، مِن أب طبيب وأم ذات اهتمام بالموسيقى. دخل الحياة المهنية مُبكرا، فمارس الصحافةفي جريدة “كنساس ستار” ثم تطوعفي الصليب الأحمر الإيطالي عام 1918 في أواخر الحرب العالمية الأولى حيث أصيب بجروح خطيرة أقعدته اشهرا في المستشفى. بدأ نجاحه عام 1923 حين نشر أولى مجموعاته وهي “ثلاث قصص وعشرة أناشيد”، لكن أول عمل لفت انتباه الجمهور لم يأت سوى عام 1926 وهو “الشمس تشرق أيضا” الذي لاقى نجاحا منقطع النظير. نشر مجموعة قصص”الرجل العازب” عام 1927، وإثر عودته عام 1923 إلى فلوريدا انتحر والده بإطلاقه طلقة في الرأس. عام 1929 عاد مع زوجته الثانية بولين بفيفر إلى أوروبا ونشر أحد أهم أعماله “وداعا أيها السلاح”، وقد نجح هذا العمل وحُوِّل إلى مسرحية وفيلم، ثم قدّمفي العام 1932″وفاة في العشية”. بدأ منذ 1933 يتردد على كوبا، وفيها كتب “الفائز يخرج صفر اليدين”، في العام 1935 قدم “روابي إفريقيا الخضراء” عن رحلة قادته إلى القارة الإفريقية. ما بين العامين 1936 و1938 عمل مُراسلا حربيا لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية، وقد عبّر عن عدائه الشديد للفاشية الصاعدة آنذاك. انتحر صباح يوم 2/7/1961 بإطلاق النار على نفسه من بندقيته.