مجلة تواصل مدني – العدد 12- عن شهر 4/2015- صفحة “آراء حرة”-خواطر- مريم قوصان
لي وطني- خواطر- مريم قوصان
تتوه بين حروفه بحثا عن كنه وتفسير، أوكيف لثلاثة حروف أن تختصر ما احتوته الأبجديّة من كلمات. حبيب تلقاه في اللّازمان واللّامكان دونما موعد، يستعمر قلبك استعماراً مشروعاً لا تنفيه وثيقةٌ دولية ولا شرعة. وفيه بئس عقل يستخلص المعنى، الكلمات تعود خائبةً وترتطم بالذهول الكامن في جوفي وتنتحر الأقلام. “الوطن” ثلاثة حروفٍ تختصر المجهول. وكلّ ملجئٍ كان موطناً.. فالأمّ بداية الأوطان والأب تتمّة الأوطان! هو أرضٌ لا يسعها كوكب وسماءٌ لا تحتويها أفلاك .. بيتٌ يحتوي الرّوح، هويّةٌ وعنوان. وما قيمة الانسان بلا أرضٍ ولا وطنٍ ودونما عنوان؟! وإلى أيّ وطنٍ ننتمي؟ يجيب الصّمت أمام فاجعة السّؤال. أين أجد ترياق جرح وطني؟ في وطني دولةٌ تسمى ديمقراطيّة، ترتدي برقع الدّيكتاتوريّة المقنّعة، وليس للانسان قيمةٌ، في وطني تغفو جثث المظلومين على قارعة النّسيان.. وينام الزّعماء مملوئي البطون والجوع مستيقظٌ في بطون الفقراء.. وطني رواية دمٍ نازف يروي جراح المنكوبين وآلافٌ بلا مأوىً ولا سقفٍ يظلّل صقيع الظّلم وحَرّ الاضطهاد.. وجرائم تقيّد ضدّ مجهولٍ معلومٍ يلفّه كنف الحصانة. في وطني لا كفاءة تصل ولا اصلاحاً يصان، شعبٌ يصفّق للحاكم الّذي يمارس جلد البلاد.. وظهور النّاس محامل تحمل استبداد الطّغاة، وصراخٌ مقهورٌ بلا أوتارٍ تردّده أسير في اصفاد صدور النّاس، وصدى صمتٍ يدوّي بلا أذنٍ ولا عقلٍ يسمع.. وثورةٌ في جوف الثّائرين وقبضاتٌ مكبّلةٌ تريد من يزيح قيدها لتعلن الانتصار. وطني المنشود أنت حلمٌ سيبصر النّور.. أنت يدٌ ستمسح دموع المقهورين.. دولةٌ لا تعرف لوناً ولا طائفةً، وتبحث عن كفاءةٍ، وطني لا جوع فيه ولا فقراً ولا ظلما. لي لبناني بما يحمله صدري من أمنيات، سأثور على السّجّان وأرفض المحسوبيّة والهوان. سأثور على استعمار العقول وأيقظ الشّعب من سُبات السّكوت. سأبحث في ثنايا الأرض عن وطني.. وأعلن دولة القانون، سأقول لا ملأ حنجرتي ويدوّي صدى انتفاضي في المدى بوجه ايدي التّدخّل وأكسر قيود الاعتداء، سأحاسب السّياسيّين وأرميهم في مزبلة التّاريخ. سأمسك بيد الشّعب ونمشي بخطىً ثابتةٍ نحو الغد.. سيكون للكلّ عملٌ والكلُّ سيرتاد المدارس، لن يرعب الشّتاءأحداً بعد اليوم ولن يموت حلمٌ في عيون صغير.. لن تبكي ثكلى على ابنها المظلوم.. حالمةٌأنا.. لكنّني علمت منذ الصّغر.. أنّ احلامي تتحقّق! فما قيمة الانسان بلا أرضٍ ولا وطنٍ ودونما عنوان .