مجلة تواصل مدني – العدد 10- عن شهر 9/2014- صفحة “آراء حرة”- خواطر- نغم مرمر
كعملاق- خواطر- نغم مرمر
ويُسعِدُني
كلَّما انحَطَّتْ عزائِمي فيَأتيني كعملاقٍ فينيقيّ، يُدَمِّر هاجسَ تطلّعاتي
يفرُشُ درْبي ياسميناً ويَبثُّ الروح في ثنايَا عروقي
يَرمقُني بعدسَةِ فنَّان، يُلوِّنُ عمري، يُلطّخ جسَدي بعطرِ نرجسٍ مُصَفّى
يَرشِفُ من بحرِ الأحلامِ أَمَلاً ويَضخُّه في أعماقي
يُزيِّنُ سَمائِي بإكليلٍ منْ ذَهبٍ وفُلٍّ ..
ويَعتريني فرحًا وهُياما ! ً
ويحزنني….
كلّما تأملْتُ تجَاويفَ قلبهُ، فلا أرى زهراً منتثرًا كالذي أهداني إيّاه يومًا على ذاك المقعدِ المخمليّ
ولا أقطفُ ثمرًا حلوًا لذيذاً، فبساتينُ حاضرِه جرداءُ عارية !
وسنابلُ عمره قد مالت نحو الغروب ..
فاعتَلتْني حشريةُ شرقيَّتي،
ورحتُ أركضُ وأركض
علَّني أجدُ تفسيرًا لما قد صُعقتُ به
جِلتُ أيّامَهُ، لياليه، زمانَه، رِفاقه، ذكرياته، أمانيه وعصْفوره الحزين..
وكم من مرّة تشبّثتُ فيه ليفصِحَ عن مكنوناتهِ
وكم من مرّة احْتَلْتُ عليهِ ليُظهِر باطنَه الخفيّ
وفَشِلتُ ..
فشِلتُ إلى أن آن الآوان وأَتاَني مُلتَحِفًا ببراءةِ طفلٍ أُمِّيّ واعترَفَ بأنّه رجلٌ مِنْ عِظَمِ تَخَبّطُ ماضِيه قدْ أصبَحَ بِلا هُوِيَّة !