مجلة تواصل مدني – العدد 14- عن شهر 12/2015- صفحة “آراء حرّة”- ص. 15- خواطر- نغم مرمر
كَ – خواطر- نغم مرمر
حبَّذا لو أدخل فم الغول ولو لبُرهة
أخطف منه منديل جدّتي الثّلجي المستسلِم وألفّه حول خصري وأُلوِّح للنَفَس المرّ الذي أثقل رئتي:
“يا موت، العمر صار معي “!
وأزور غابة حلقِه الفوضوية قبل أن يسعل فيقذفني
وأبحث عن سرِّه فيه
ربما جاع وابتلعه
فاقْتُلِع من الورد كما اقتُلِعت الجميلة وسرّها من الجنّة
كَ “حوّاء” التي لطالما حاولوا إقناعي بأن الذي قطف التفاح منها ومن آدَمِها هو تلبيس إبليس لها، بثمرة غبية!
ما عرفوا بأنّها هي التي جاءت واقتطفتها
كرغبة من وحام
كشهوة من إنسان
كحبّ وأنانيّة
وأين الخطيئة من هذا
أين الحرام؟
فهي الآثمة الفَرِحة بشقاوتها
كتلك الأم التي اختارت شقاءها بمهبلِها
ما أُجبرت على بصق ولدها يومًا بل تعمَّدَت
وفي النيّة ذَنْب وذَنَب كالذي ثبَّتوه في مؤخِّراتنا منعًا من الحياد
يظلّ متنبَّها محتارا بأمره
أيسترخي أم يتشنّج
في عمر يُشرف على الهجران
وعلى النفي المأساوي إلى شبه كذبة مليئة بما لا نَعِي
ويعيها فقط صاحب العمَامة الشريفة المتوّجة بنور، ماركة “رياء” !