نظم تيار المجتمع المدني بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت يوم الأحد 27/11/2016، مؤتمراً تناول موضوع “ثقافة المواطنة في منهج التربية الوطنية” برعاية حضرة وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الياس بو صعب، شارك فيها حوالي 110 استاذة واستاذاً في مادة التربية وناشطين نقابيين ومدنييين.
مؤسسة فريدريش ايبرت وتيار المجتمع المدني
استًهِلّت الجلسة بكلمة للسيدة بديعة بيضون ممثلة مؤسسة فريدريش ايبرت، أكدت خلالها أنّ كتاب التربية المدنية يجب أن يكون أهم كتاب مدرسي لأن التربية تؤسس للمواطن الصالح، خاصة في ظل النقص الفادح في مفهوم المواطنة في لبنان. ثم تكلم منسق التيار المدني د. شبيب دياب الذي أشار إلى أنّ الطائفية أدت إلى توترات عشناها في ظل الانقسامات الفئوية في لبنان، والكتاب التربوي يساهم في خلق جيل ينتمي إلى الوطن لا إلى التكتلات الطائفية، لذلك يتابع التيار جهوده في هذا الإطار. ثم ألقى منسق لجنة التربية في التيار الأستاذ أديب محفوظ كلمة جاء فيها “أن نكون مواطنين، نشعر كباقي البشر بأننا نعيش في وطن كغيره من الأوطان، لنا نفس الحقوق، وعلينا ذات الواجبات، وبأن انتماءنا إليه لا يحجبه أو يتقدم عليه أي انتماء آخر، سواء كان طائفياً أو مذهبياً أو مناطقياً، تلك المواطنة الحقة التي لا زلنا في تيار المجتمع المدني ننشط في سبيل جعلها مفهوماً قابلاً للحياة”.
كلمة ممثل حضرة وزير التربية وموضوع المؤتمر
افتتح المؤتمر بكلمة الأستاذ خليل السيقلي ممثل حضرة وزير التربية الذي نقل تحية الوزير بو صعب وشكره المنظمين على المبادرة الوطنية التربوية الهادفة، وأشار في كلمته إلى أن ثقافة المواطنة أو أي ثقافة قيمية إنسانية أخرى، لا يكفي أ تُدرّس في الكتب، بل تحتاج وجود مُعلمين مُربِّين يتمثل بهم التلامذة في السلوك والتصرفات.
قام المؤتمر برصد مكامن القوّة والضعف في منهج التربية الوطنية والتنشئة المدنيّة لجهة موقع وحجم ثقافة المواطنة ومرتكزاتها فيه، وتحديد آليات وطُرق نظرية وعمليّة ومضامين يجب أن يحتويها المنهج، تُسهم في ترسيخ ثقافة المواطنة فيه، كما عرض نتائجَ تجاربٍ عمليّة تمّت في هذا الإطار، وذلك من خلال جلستين.
الجلسة الأولى: واقع ثقافة المواطنة في منهج التربية الوطنية
عرضت الجلسة الأولى بإدارة الأستاذ وسام فحص “واقع ثقافة المواطنة في منهج التربية الوطنية”. تكلم فيها د. فوزي أيّوب ود. سوزان عبد الرضى أبو رجيلي المستشارة التربوية في المركز التربوي للبحوث والانماء ود. وديعة خوري.
الجلسة الثانية: آلية تعزيز وترسيخ ثقافة المواطنة
عرضت الجلسة الثانية بادارة كل من الأستاذ أديب محفوظ والأستاذة فدى السمراني، “آلية تعزيز وترسيخ ثقافة المواطنة – خبرات عملية واقتراحات”.
كلمة الدكتور أنطوان مسرّة
اعتبر د. أنطوان مسرّة، عضو المجلس الدستوري في كلمته، أن التربية المواطنية تتطلب في لبنان المتابعة والإحياء انطلاقاً من الورشة الضخمة التي حصلت في سنوات 1996- 2002 استناداً إلى وثيقة الوفاق الوطني وبإدارة البروفيسور منير أبو عسلي، والتي هي تأسيسية ونموذجية لكل المنطقة العربية. وكما أشار إلى أنّ هنالك حاجة إلى تأصيل التربية المواطنية لبنانياً انطلاقاً من ثلاث مقاربات، أولى فكرية هي المضمون الثقافي والتربوي في الدستور وثانية مقاربة في علم النفس مع التركيز على معضلات المجتمع اللبناني بالذات وسلوك اللبناني ف قضايا القانون والشأن العام والإدراك المشترك للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحذر في العلاقات الخارجية ومفهوم الدولة الديمقراطية، أما المقاربة الثالثة فهي تربوية مع الاعتبار أن المعرفة بذاتها لا تؤدي إلى سلوك منسجم. كما أكد أنه تم إصدار مجموعة كتب في خطة النهوض التربوي، ليست كتباً للحفظ، هي دليل لتدريب الأساتذة الخارجون من سلوكيات سائدة بحاجة إلى مراجعة. وأكد الحاجة إلى التحول إلى عمل الخطوات العملية بإحياء خطة النهوض التربوي وإلى إنتاج نموذجي وليس إلى دراسات تجريدية وبروقراطية. وعدد أخيراً مؤسسات كان لها انتاج منها المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم وجمعية أديان ومؤسسة مخزومي وتيار المجتمع المدني.
كلمة الدكتور حسان قبيسي
ثم تكلم د. حسّان قبيسي فقال أن هنالك مشكلة وطنية مطروحة، هي نقص في الشعور بالانتماء الاجتماعي رغم وجود مادة منهجية تدرّس في المدارس أما الحلول الممكنة للمشكلة فتكمن في عدة اقتراحات منها إعداد معلمين وتدريبهم على قيادة وضعيات تعليمية قائمة على وضعيات عملية معاشة وناشطة، وتهيئة الوقت اللازم في البرنامج المدرسي للقيام بتلك النشاطات وتنفيذها، وفتح المدرسة على المجتمع المحلي فتهتم باحتياجاته ومشكلاته وتربط التعليم بواقع الحياة المعاشة، وإقامة نشاطات مشتركة بين المدارس على مستوى الوطن من اوساط اجتماعية مختلفة بهموم اجتماعية ووطنية واحدة. أضاف الثقافة الوطنية والمدنية هي سلوك معاش، “والمسألة تكمن في توجيه الطاقة الانسانية في مجتمع معين، لجعل أفراده يتصرفون كما يجب أن يتصرفوا، وهم يجدون في ذلك نوعاً من الرضى. هذه هي الثقافة الاجتماعية التي نصبو إليها”.
كلمة الدكتور أدونيس العكره
بعدها تكلم د. أدونيس عكره، مدير المركز الدولي لعلوم الانسان فقال “في لبنان العقبة الأساسية لتوافر شروط الممارسة المواطنية هي السلطة السياسية، لاسيما أن المواطنية بجوهرها مفهوم سياسي وممارستها هي فعل سياسي بامتياز يقوم على مصدر السلطة لسلطته”.
واختتمت الكلمات بكلمة للأستاذة بلانش أبي عساف، رئيسة قسم مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية في المركز التربوي للبحوث والإنماء. من جهته عرض الأب البروفيسور فادي ضو، رئيس مؤسسة أديان تجربة أديان العملية في مجال ترسيخ مفهوم المواطنة.
كتاب سلوكيات المواطن الفاعل وموقع تربية وتعليم
بعدها عرضت الأستاذة بشرى صعب لكتاب “سلوكيات المواطن الفاعل – تمارين وأنشطة مكملة لمنهج التربية الوطنية والتنشئة المدنية” الذي أصدره التيار. ثم عرض الأستاذ عُدي علي أحمد لموقع “تربية وتعليم – نحو المواطنيّة” الذي أسسه التيار بالتعاون مع مجموعة من أساتذة التربية.
وكنتيجة لفعاليات المؤتمر، اتفق الحاضرون على أن يصدر كتيب عن تيار المجتمع المدني يتناول فيما يتناوله التوصيات التي تم اقتراحها في سياق المؤتمر.