كتاب لخوان خوسيه ميّاس- اعداد بيار الخوري

كتاب ومؤلف: ساذج وميت وابن حرام وغير مرئي “لخوان خوسيه مياس”

في ذروة الأزمات العالمية من عدم استقرار اقتصادي واجتماعي يأتي كتاب “ساذج وميت وابن حرام وغير مرئي” لخوان خوسيه مياس ليضع الإصبع على جرح معاناة العمال والموظفين من قضية عدم الاستقرار العملي الذي يخص بطبيعة الحال استقرار المواطن العائلي والاجتماعي والنفسي.

خسيوس موظف العلاقات العامة القديم في شركة ورق تابعة للدولة، وصل ذات صباح إلى مكتبه وكان أمر الاستقالة جاهزاً للاستلام. هذا الرجل صاحب العائلة المؤلفة من زوجة وابن، لم يملك يوماً ما يكفي من الشجاعة لرفض واقع الحياة، ذاك الواقع الذي لم يستسغه من أساسه.

بعد فرض الاستقالة عليه، تتبدل حياته ويصبح شخصاً آخراً. هو شخص مهمل لعائلته، ما ادى إلى طلاقه من زوجته، شخصٌ ماجن ساع وراء الدعارة، يلفظ حياته السابقة، شخص عبثي سوريالي يتخايل أباه وأمه الذين توفيا في حادث حريق في شخصين دانماركيين عُجّزٌ يلحقهما إلى بلدهما ويراقبهما.

شخصية مبعثرة في عالم معقد يحاول خسيوس فهمه، عالمٌ ثقيلٌ بقضاياه، عالم يمتزج فيه واقع حياتنا الملفوظ منا بحلم لم ولن نعشه، ونأخذ فيه أدواراً كاذبةً لا نصدقها لكن، بطبيعة الحال نعيشها إلى ان تأتي الصدمة القذرة فتتبعثر حالنا في امكنة وحالات تدعو إلى الغثيان، حالاتٍ في الظاهر غير ناضجةٍ، ومتهورةٍ، لكن في العمق حقيقية بائسة.

خوان خوسيه مياس  Juan José Millás أحد أهم الكتاب الإسبان المعاصرين ـ ولد في 31 يناير سنة 1946 في فالنسيا بإسبانيا وانتقل إلى مدريد وهو في السادسة من عمره وأقام فيها منذ ذلك الحين. ـ درس الفلسفة والآداب بجامعة كومبلوتس ويعمل الآن بالصحافة ومقالاته لا تقل جمالاً من الناحية الأدبية عن مؤلفاته القصصية والروائية. ـ كتب الرواية والقصة القصيرة والمقالة وجمع بين احترام النقاد والمتخصصين والانتشار الجماهيري، حيث تحقق كتبه أعلى نسبة مبيعات في إسبانيا. وذلك يرجع بلا شك إلى العمق الذي يتميز به، والخلط بين المشاعر والفلسفة وبين الواقع والخيال والنظرة المنطقية للأشياء، حيث البدء بمقدمات تفضي إلى نتائج تبدو بالنظرة المجردة غير مقبولة، وبالنظرة العميقة هي حقيقة الحقائق. ـ بدأ حياته الأدبية برواية “العقل هو الظلال” سنة 1974 ثم توالت أعماله التي شكلت مسيرته الإبداعية ومن أهمها : “إمرأتان في براغ” “هي تتخيل” “الحديقة الخالية” “ساذج وميت وابن حرام وغير مرئي” “هكذا كانت الوحدة” “العالم” ـ تُرجمت أعماله إلى أكثر من 15 لغة. ـ حصل على العديد من الجوائز منها جائزة “بلانيتا” وهي أكبر جائزة أدبية تمنح في إسبانيا.