تعال نمضي من حيث عادوا
نرتطم بجرح عنيد
بنجم بارد
فنقع في جغرافيا الوقت
ويقعان في فضاء العدم المخضب بجاذبية الوجود
تعال إلى هنا
حيث الكفلة الكبيرة تبتسم بشراهة
وتؤرخ الفراغ في زفرات النار
تفطم لعبتها عن الحلم
وتعلق دماءنا على آخر حبل في الفجر الآتي
كن شيئاً كن حبراً كن شعراً
وسد جوع الورق المفترس
هنا لا حب للحب
لا نزف للجرح
احترس من لسعات عقارب الساعة
كي لا تصاب بالوقت
لأنه هنا لا “وقت للوقت ”
لا تقترب من وكر القصيدة كي لا تتلطخ
وتحكم بعدها بالسجن مقدار ألف سنة أو يزيد
بتهمة جرم ارتكبه المدى الأحمق
وتجلد بسياط الحرف “سطرين تائهين”
جلدة بعد جلدة
وتقوم بالاشغال الشاقة
فتحاول ترميم ما كسره الضوء في الأفق الأزرق
ما بك؟
تعال
فعلى يمينك ندى مائي يتزحلق في عين بيروت البيضاء
وعلى يسارك تأنثت بغداد
ووضعت أحمر الشفاه فوق ثغرها
فوقك وجه لحلب ..وجه يضيء ليلاً
سنعيد اللعبة للطفلة
والألوان لقوس الله
والأجنحة للحمام الأبيض
سنعيد صلاة الشاعر إلى الرب..إلى الحب
تعال
سنمسح الدخان عن وجه المدينة المتعبة
ننفخ في البعيد
فتقترب المسافات المائية
تعال
سيعود درويش بعد رحيله جسداً
ويحيا فوق الحياة وفوق الوجود
تعال سيعود درويش
(من ديوان : “ياسمين أحمر”)