الموت الجميل – خواطر- مريم قوصان
كَان ظلُّك ينكسِرُ أمَامي تحتَ سُلطةِ الضَّوء ..
أدركتُ متأخِّرةً أنَّ عُمراً مِن السِّنينِ ليسَ كَافياً لِـ أنْ أنسَى ..
وأنَّني علَى مشارفِ عمرٍ قَادمٍ منْ { أنتَ الحضُور وكلُّ النَّاس ظِلالٌ{ ..
تخيَّل !
لقدْ كُنَّا فِي مكانٍ واحدٍ مَا يُقاربُ نصفَ يوْم دُون أنْ يشعُر أحَد قلبيْنا بِـ وجُود الآخَر !
أليسَ هذَا دليلاً عَلى أنَّ علَينا أنْ نعترِف أنَّ اللَّهفةَ تندَثرُ ؟!
الموتُ لِـ كلُّ عينٍ رأتكَ دونَ عينِي ..
واللَّعنةُ عَلى كلِّ لسَان حالٍ أحبَّ مُحيَّاك ..
لقدْ مضتْ سنِينُ حكَايتنَا سريعاً .. سريعاً جدّاً ..
هَلْ تشعرُ بِي ؟
أنْ تصلَ إلَى حدِّ الشُّعورِ المجهُول بينَ الحبِّ والحَرب .. والشَّوقِ واللَّاشوق .. الحنِين الممزُوج بِـ النِّسيَان والقوَّة اللَّامتناهِية معَ الضَّعفِ ..
أنَا أقرُّ بِـ أنَّني وقعتُ فِي هَاويةِ الأبديَّةِ المبتُورة ..
وأردِّد قولَ دروِيش { وأعرفُ أنَّني أمضِي إلَى مَا لستُ أعرِف { ..
وتعُود إلَى ذَاكرتِي عبَارتهُ الَّتي لَطالمَا أحببتُ كثيراً ..
} حبِيبانِ نحنُ إلَى أنْ يَنَام القمَر { ..
وأظلُّ أقُول فِي سرِّي ..
غفَا القمرُ قبلَ حلُول المسَاءْ ..
ولمْ يستفقْ بعدَها ..
وظلَّت القصِيدةُ قَاب قوسَين أوْ أدنَى بَين غسقِ الدُّجى وقلبِي ..
لَازلتُ أرتجِي أمنيتهُ { أريدُ يديكَ لِـ أحملَ قلبِي { ..
قلبِيَ التَّائه ..
الَّذي لمْ يعُد يَعرف مِن الحبِّ غيرَ قَافيةِ البيتِ الأخِير .. ومقعدٍ دراسيٍّ قدِيم كنَّا قدْ تَعاهدنَا عندهُ أنَّنا لنْ نفترِق ..
فَـ هُزِمنا ..
هُزِمنا عندَ الدَّمعةِ الأولَى ..
تلكَ الَّتي فَتحتْ لِلـ ألمِ البَاب علَى مصرعيْه ..
فَـ غدَت الحيَاةُ { حياةً } بَعد أنْ كَانت تفُوقُ الحيَاة ..!