الزواج بتشعباته اليومية والتراكمية يضعنا أمام مسؤوليات الشريكين في إنجاح المؤسسة الزوجية أو إفشالها.
في كتاب “السعادة الزوجية ” للكاتب الطاهر بن جلون يروي لنا الكاتب قصة زوجين يعيشان معا بالرغم من خلافهما الكبير والجذري، حيث يعمد الكاتب إلى التكلم بلسان الزوجين.
القسم الأول والأكبر من الكتاب يتحدث بلسان الزوج الرسام فيعرض لنا مدى تعلقه بعمله كفنان وإهماله لعائلته وقدرته الكبيرة على خيانة زوجته بشكل دائم، كما يظهر لنا حفاظه الدائم على هدوئه واستيعابه للمشاكل، أما في القسم الثاني فيتحدث الكاتب بلسان الزوجة التي غالباً ما تكون في وضع عصبي وفي صراخ دائم، وحيث الغيرة تستولي على مفاصل حياتها، وهي التي أتت من بيئة معدومة فقيرة.
يطرح علينا الكاتب من خلال مقاربته لواقع الزوجين أسئلة عديدة منها: هل على الزوجين أن يكونا دائماً مُتشابهين أو يمكن أن يكونا مُتناقضين في الأفكار والطباع؟ وهل البيئة التي نعيش فيها تُكبِلنا فتضعنا أمام صعوباتِ عدم تقبلنا لبيئة مَن نحب؟ وهل الحب له هامش زمني معين للبقاء ينتفي بعده؟ وهل الحب واقعي أم هو موجود في عالم افتراضي من نسج خيالنا؟ وهل الغيرة هي دليل حب أم دليل أنانية؟
أسئلة لا يمكن للكاتب أن يجيب عليها بل نحن كبشر ومن خلال تجاربنا نُركِّب فلسفتنا وأفكارنا ونظرتنا للحب ولمبرراته ولاستمراريته. إنها فلسفة بحد ذاتها تُختَصر بالسؤال التالي: “كيف يمكن لنا فعلا أن نبقى زوجين؟”.
الطاهر بن جلون
كاتبفرنسي من أصول مغربية، من مواليد فاس في كانون الأول من العام 1944، دَرَّسَ الفلسفة في الرباط ثمّ غادر المغرب. حصل في فرنسا على شهادة عليا في علم النفس.
بدأت مسيرته في الكتابة بعد فترة قصيرة من وصوله إلى باريس حيث عمل كاتبا مستقلا لصحيفة “لو موند” وبدأ ينشر أشعاراً وقصصاً.
من أهم إصداراته كتاب “ليلة القدر” الصادر عن دار لوسوي سنة 1987، وهي الرواية التي حصل من خلالها على جائزة الكونكور الفرنسية في نفس السنة. مِن أعماله الأخيرة رواية “ليلة الخطأ” الصادرة في العام 1997، ورواية ” مأوى الفقراء” الصادرة في العام 1999، ورواية “تلك العتمة الباهرة” الصادرة في العام 2001.