عقد #اللقاءالعلماني اجتماعًا عامًّا في بدارو، بيروت، تداول فيه أبرز المستجدّات الراهنة، لاسيّما العدوان الصهيوني على قطاع غزّة وجنوب لبنان وتداعيات النزوح. كما تداول المجتمعون سبل تنظيم العمل والجهود بين المجموعات المنضوية في اللقاء العلماني، وسبل التنسيق الممكنة في حال توسّعت الحرب على لبنان ووسائل دعم النازحين
بوقد صدر بيان عن اللقاء العلماني بشأن العدوان على فلسطين ولبنان هو التالي
ها هو الإنسان في فلسطين يُحكَم مُجدداً بالإبادة، والضمير الإنساني العالمي غائب عن السمع قصداً!
وها هي قواعد “القانون الدولي لحقوق الانسان” و”القانون الإنساني الدولي في النزاع المسلح” وسواهما من اعلانات ومواثيق دوليّة، تسقط جميعها تحت أقدام الآلة العسكريّة الصهيونية وأمام بشاعة الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين، والتي تُحوِّل عقوداً طويلة من نضالات حقوق الإنسان إلى مجرد شعارات.
كيف يُمكن للمجازر، المرتكبة بحقّ الأطفال والمدنيّين والطواقم الطبّيّة ومراسلي/ات الإعلام، ألا تهزّ وجدان دول العالم، من عربية وغربية، وكثيرٌ من هذه الدول عوّدنا أن يهتز لأبسط انتهاكات حقوق الإنسان، وأحياناً الحيوانّ!
الساكتون عن مجازر الكيان الصهيوني، وعن سقوط آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين/ات، شركاء في الجريمة.
لقد قام الكيان الصهيوني على الاحتلال الاستيطاني المستند إلى الفكر الاستعماري الذي ترجمه “وعد بلفور”، عن طريق العنف والإجرام، فوقعت النكبة في العام 1948، وبات الشعب الفلسطيني إما قابعاً تحت الاحتلال أو مُحاصراً يعيش أسوأ ظروف التمييز والقمع والفصل العنصري أو مُهجّراً في الشتات.
إن ما يجري في فلسطين وفي جنوب لبنان من مجازر بحق المدنيين، من خلال اعتداءاتٍ وقصفٍ همجيّ، لا يُمكن تبريره بأنه ردّة فعل. إنّ فعل الاحتلال هو اعتداء مُستمر على الشعب الفلسطيني على امتداد 75 عاماً، وعلى الشعب اللبناني منذ 45 عاماً، وردة الفعل الطبيعية هي مقاومة الاحتلال بكل السبل المشروعة، انطلاقاً من حق مقاومة القمع وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
يدين اللقاء العلماني أشدّ إدانة الجرائم الصهيونيّة الوحشيّة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما يدين الدعم الدولي من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني، كما وصمت حكومات العالم، المَشبُوه والمُريب.
ويُؤكّد اللقاء العلماني على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال، كما يؤكد، وبغض النظر عن أي ربط أو تجيير عقائدي أو ديني، أنّ موقفه من الجرائم المُتتالية في فلسطين، مُنطلقه ومنبعه الإيمان بالقيمة المُطلقة للإنسان، المُضطهد والمظلوم، والذي يستحق أن يأمن ويحيا ويسعى إلى الازدهار.
يُعبِّر اللقاء العلماني عن تضامنه الكامل مع الشعوب الحيّة، وانضمامه إليها في التحرك وإعلاء الصوت لإدانة ما يُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على الحكومات من أجل وقف العدوان على غزة.
لا بدّ في هذه اللحظة، وقبل تناول خيارات ما بعد الحرب، من وقفٍ إنساني مُستدام ومُستمرّ لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر إلى قطاع غزّة بشكل دائم وبدون شروط وفي ظلّ حماية دوليّة تضمن أمانها، وإتاحة نقل الجرحى إلى مستشفيات مصر والخارج، ودخول المساعدات الإنسانيّة والأدوية والوقود الطبية والمواد الغذائية إلى قطاع غزة.
يدعو اللقاء العلماني المنظّمات الحقوقيّة الدوليّة إلى جمع المعلومات والأدلّة التي توثّق الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني على امتداد عقود، وما زال يرتكبها، وإلى المطالبة بمحاسبته أمام المحاكم الدوليّة المختصّة.
إزاء الاعتداءات الصهيونيّة على جنوب لبنان، يُطالب اللقاء العلماني الحكومة اللبنانيّة بتخصيص الموارد والطاقات المُتبقّية في أجهزة الدولة لدعم صمود المواطنين/ات في المناطق الحدوديّة وتأمين حمايتهم/ن والتعويض عن خسائرهم/ن.
يستنكر اللقاء العلماني أي خطاب طائفي أو عنصري أثاره بعض اللبنانيّين/ات في الآونة الأخيرة على هامش أحداث العدوان على فلسطين. إنّ اللقاء إذ يؤكّد على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي أوّلًا وأخيرًا قضيّة حقّ شعب في تقرير مصيره، لا يرى فيها مناسبةً للترويج لخطاب الكراهية أو لإثارة النعرات الطائفيّة. فإنّه، ولو كانت الطائفيّة مسيطرة على نظام الحكم وعلى مفاصل الحياة العامّة في لبنان، غير أننا نهيب باللبنانيين/ات أن ينأوا بالقضايا الإنسانية والوطنية الكبرى عن نزاعاتهم الطائفية، لنتوحّد أقلّه على ما يحفظ هذا الوطن ويحميه من همجيّة كل مجرم وكل ظالم.