فراس الحريري
خواطر
لستَ أخي
من ناحيةِ الإنسانيَّهْ
حين أراكَ تفجِّر نفسكَ
تقتلني،
وتبعثر أشلائي فوق رصيفٍ مُدمى
أو تترك أطفالي قوتاً
للغربانِ تحوم وتثقب بعض جماجم مرميّهْ
لستُ أخاكَ
لناحية اللغة العربيهْ
حين يسِحُّ الغيم رصاصاً
أطلِقه كي تَكثُر قتلاك
وأتركها تتعفن تحت الشمسِ
وتنهشها جرذانٌ برّيهْ
لستُ أخاك
ولستَ أخي
حين أحدنا يُذبح،
والآخر من قام بأمر النفخِ
أو بالسلخِ
لستَ أخي
فقدرُنا أن نمعِن
مُذ مات محمدُ
في فتح الشرخِ.
تعالَ تبرَّأ مني
كي أبرأ منكْ
ولنمسكَ مِعول سردياتِ التاريخِ
ونحفرَ هوّه
ولنرسم شكل الله كما نهوى
ولنرفع ميزان الحق بمكيال القوَّه
ثَمَّ دماء تنتظر السفكْ
سنموت سويّاً
قد يعرف يوماً أحد الناجين الأحياء
بأنَّا مُتنا، وقتَلنا دون قضيه
وبأنَّا في الموتِ سواءٌ
وأخوَّه.