مجلة تواصل مدني – العدد 12- عن شهر 4/2015- افتتاحية العدد- ص. 1- باسل عبدالله
مُنذ أسابيع، مرَّ عيدُ الحب في لبنان بصمت. تسلل بين التهديدات السياسية والأمنية، المحلية والإقليمية والدوليّة، إلى قلوب العشاق. تسلّلليُنعِشَ مَشاعرَ كُلِّ حَبِيبَين مُفعَمَينبالأمل ما زالا يُؤمِنان بالحب في وطنٍ سيطرَ عليه مَنطقُ المَصالح، فسقطت تحت وَطأته قيمُ الحب.
بعد مرور أيام على عيد الحب، تحية إلى كلِّ مَن اضطُرَّ مُرغَماً لأسباب ماديّة إلى مُغادرة لبنان على أمل أن يتمكن يوماً ما مِن العودةِ إليه لبناءِ عائلةٍ مِن نِتاج هذا الحب مَع مَن أحبّ، وتحية أيضاً إلى كل مَن هاجر مع حبيبه يائساً في سبيل الحب إلى مكانٍ آخرمِن هذا العالم قد يَحترمُ حُبَّه أكثر مِن نظام دولته.
تحية إلى كلِّ مُتحابَّين مِن ديانتين مُختلِفَتَين، أبيا التنازُلَ عن حُبِّهما لمصلحة مَنظومة طائفية تمنعُهما مِن الزواج في وطنهما، فتكبدا مَشقة السفر إلى الخارج للزواج مدنياً.
تحية إلى كلِّ مُتحابَّين رفضا أن يُصَنَّفا طائفياً، واستعادا بالقوة هويتهما المُواطنية أمام دولتهما،فتزوجا مدنياً على أرض وطنهما بمقتضى القانون، رغم أنفِ منظومة هشة حاولت منعهما من ذلك.
بعد مرور أيام على عيد الحب، التقى مُواطنون ومُواطنات في سلسلة من التحركات كان آخرها مسيرةٌ انطلقت باتجاه وزارة الداخلية والبلديات، ليُعلنوا مِن جديد تمسكهم بهويتهم المُواطنية وسعيهم لبناء دولتهم المدنيّة، وليرفُضوا كل سياسات التطييف والتصنيف التي تُفرَض عليهم كلَّ يوم، وآخرها مُحاولات وضع العوائق أمام تسليم المُواطنين المُتزوجين مدنياً في وطنهم وثائق زيجاتهم.
تحية مِن أسرة “تواصل مدني” لهؤلاء المُتمسِّكين بمواطنيتهم وبحقوق المُواطنين في وجودهم وفي حرية اختيارهم في وطنهم لبنان