قصة مدينتين لتشارلز ديكنز- بيار الخوري- عدد 20 تواصل مدني

0

إعداد بيار الخوري

 

بعد الثورات العربية المُتتالية حيث الاخفاقات والتداعيات والحروب القذرة كما الانتصارات البسيطة كان من المناسب استرجاع واستجماع أوراق رواية ” قصة مدينتين” للكاتب “تشارلز ديكنز “.

إبان بداية الثورة الفرنسية واقتحام الثوار لسجن” الباستيل” والتنكيل بكل من تعامل أو تواطئ من جنود أتباع وأصدقاء الملك كان هناك داخل السجن طبيب فاقد الذاكرة يعمل”كندرجي” داخل السجن، سُجِنَ مِن قبل الملك لمخالفته إرادة هذا الاخير بعدم الاعتناء بأحد السجناء.

خرج الطبيب بعد فتح السجون وإطلاق المعتقلين فالتقى بابنته واسترجع ذاكرته التي فقدها إلا انه كان يعود ويفقدها مُجدّداً كلما تألم.

تعرفت ابنته علىأمير أراد أن يعيش حياة خالية من الظلم والاستبداد حيث ترك كل شيء ورفض الانغماس في الإجرام لكن الثوار قرروا اعتقاله وأمروا بإعدامه.

رواية “قصة مدينتين” تتضمن الكثير من القسوة وردات فعل شعب عاش الاضطهاد والديكتاتورية، وعندما تحرّر استولى الحقد عليه ومارس انتقامه من كل شيء حتى من نفسه. الانتقام العشوائي كان سيد كل القرارات والأفعال.

تطرح علينا هذه الرواية أسئلة كثيرة حول كيفية حماية الشعب لثوراته من الحقد،وكيف لهأن ينتقل من فكرة”الانتقام الساذج” إلى المحاسبة العادلة،وكيف لهأن ينتقل من وطن مزقته وحشية الديكتاتور ولامساواته بين المواطنين إلى مساحة تتضمّن من العدل والتسامح ما يُحصِّن الانسانيّة، وأخيراً كيف لهأن يُطيح بالتطرف ويدفن الحقد في مقابر من خسرهم وافتقدهم.

تشارلز ديكنز

تشارلز جون هوفام ديكنز من مواليد لاندبورت بورتسي الواقعة في جنوب انجلترا في العام 1812، لأبوين هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثاني أخوته الثمانية.

عاش ديكنز طفولة بائسة، فأباه كان يعمل في وظيفة متواضعةمُحاولاً من خلالها إعالة أسرته الكبيرة. وقد اضطرته حياته هذه إلىالاقتراض، وحين لم يتمكن من سداد ديونه أدخِل السجن، وهذا ما اضطر ابنه تشارلز لترك المدرسة وهو صغير والالتحاق بعمل شاق بأجر قليل ليشارك في الانفاق علىأسرته، فكان لتجارب هذه الطفولة أثرٌكبير في نقس الكاتب فتركت انطباعات إنسانية عميقة انعكست على أعماله فيما بعد.

قضى تشارلز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي ودعم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء.

آمن ديكنز بأن كل الأحوال المزرية والسيئة قابلة للإصلاح، لهذا سخر منالدعوة إلى تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور وأوضاع اجتماعية غير عادلة.

نشر ديكنز ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية مهمة، وعدداً كبيراً من القصص القصيرة وعدداً من المسرحيات. نُشرت روايات ديكنز في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في كتب. تميز أسلوبه بالسخرية اللاذعة والدعابة، وحمل في جزء كبير من رواياته همّ الفقراء.

في سن الرابعة والعشرين أي في عام 1836 أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان (مذكرات بيكويك) والتي لاقت نجاحا ً ساحقاً وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.

توفي ديكنز بأزمة دماغية في العام 1870.

 

 

 

 

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.