تحية إلى ممدوح عدوان -العدد 24- اعداد علي الحمود

0

قال مرة في روايته “أعدائي”: “نحن لا نتعود يا أبي إلا إذا مات شيء فينا. وتصوّر حجم ما مات فينا حتى تعودنا على كل ما حولنا.”

مات كل ما فيه، ولم يعتد يوماً على “حيونة الإنسان” الذي بات عنوان أحد كتبه ذائعة الصيت الذي ينتمي لأدب الدراسات. مات كل ما فيه، لكن كلماته بقيت حيّة يحمل كل حرف منها صرخة إنسان متألم من هذه الإنسانية المزيفة.

إنه مدحت صبري عدوان، أو المعروف بممدوح عدوان، كاتب وشاعر ومسرحي سوري، ولد في الثالث من تشرين الثاني عام ١٩٤١ في قرية قيرون بالقرب من مصياف في محافظة حماة.

درس اللغة الإنكليزية وآدابها في جامعة دمشق عام ١٩٦٦، وعمل لاحقاً كمترجمٍ، فترجم العديد من الكتب القيّمة التي صدرت عن عدّة دور نشر عربية. عمل صحافياً في صحيفة الثورة السورية منذ العام ١٩٦٤، لكنه كتب المقالات في العديد من الصحف السورية الأخرى والمجلات العربية حتى وفاته.

مواهبه المُتعددة جعلته يتنقل بسلاسة بين شتى المجالات الأدبية كالشعر والمسرح والرواية، مُحافظاً على مستوى إبداعي واحد لجميع تلك المجالات.

بدأ نشر الشعر منذ العام ١٩٦٤ في مجلة الآداب اللبنانية والمجلات العربية، مُخلّفاً وراءه ٢٢ مجموعة شعرية منها: “وعليك تتكئ الحياة”، “طيران نحو الجنون”. إضافة إلى ذلك، ألّف ٢٦ مسرحية قدمت على مسارح سورية وعربية منها: “الوحوش لا تغني”، “آكلة لحوم البشر”، كما درّس مادة الكتابة المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ العام ١٩٩٢.

أصدر ستة كتب نثرية حول هواجسه في الأدب والفن والحياة أبرزها: ” دفاعاً عن الجنون” و”حيونة الإنسان”. ولم يكتفي بذلك بل كتب العديد من المسلسلات التي لاقت نجاحاً منها: ” دائرة النار”، “جريمة في الذاكرة” و “ليل الخائفين”.

ترجم عدة كتب أبرزها:
١. سدهارتا، لهيرمن هيسه.
٢. التعذيب عبر العصور، برناديت ج. هوردر.
٣. الإلياذة، هوميروس.

نال عدّة جوائز أهمها جائزة عبد العزيز سعود للإبداع الشعري عام ١٩٩٨.

له دار نشر باسمه: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، والتي تصدر عنه جميع كتبه وأبرزها رواية “أعدائي” عام ٢٠٠٠.

من أهم أقواله: “إذا كان الأمر كذلك، فكم فقدنا من كرامتنا وتضامننا الإنساني وإحساسنا بإنسانيتنا حتى صرنا نتعود الإذلال المحيط بنا، لنا ولغيرنا..”

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.