تحقيق “تواصل مدني” عن لقاء الطلاب العلمانيين في العدد 13 عن شهر 8/2015

0

تحقيق غيدا فياض

لقاء الطلاب العلمانيين … فسحة أمل جديدة خارج الاصطفاف السياسي، من أجل التغيير

لقاءٌ جديد من نوعه انطلق في شهر آذار من العام 2015 في بيروت، جمعَ مجموعة من الطالبات والطلاب من مختلف فروع الجامعة اللبنانية في بيروت والمناطق ومن جامعات خاصّة، أسسوا من خلاله “لقاء الطلاب العلمانيين”.

 

مِن الاجتماع التأسيسي الأول للقاء الطلاب العلمانيين تاريخ 24/3/2015

عُقد في 24/3/2015 لقاء جديد من نوعه في مركز تيار المجتمع المدني في بدارو، جمع مجموعة من الطالبات والطلاب من مختلف فروع الجامعة اللبنانية في بيروت والمناطق ومن جامعات خاصّة، أطلقوا من خلاله لقاءً دورياً لهم تحت اسم “لقاء الطلاب العلمانيين”.

تضمنت ورقة المبادئ المشتركة للقاء الطلاب العلمانيين ما يلي:

“النظام الطائفي هو نظام أزمات وحروب أهلية، نظامٌ يُعطل المُواطنية الحقيقية وحقوق الإنسان في لبنان.

علاج هذا النظام يكمن في العَلمانية بما هي نظرة شـاملة للمجتمع والإنسـان والفكر، تدعو إلى بناء هوية الأفراد المدنيّة والإنسانيّة في المجتمع بما يَضمن مُساواتهم أمام قوانين الدولة، وهذه الهوية المدنيّة لا تقصي الهوية الدينيّة بل تحميها من خلال حياد الدولة الذي يعني بشكل واضح عدم تحيُّز السلطة الحاكمة أو ارتهانها لمصلحة أو ضد مصلحة أي مُعتقد خاص تعتنقه مجموعة من الأفراد فيها، لأنّ علاقتها بالأفراد في المجتمع هي علاقة دولة بِمُواطنيها المُتساوين بنظرها وأمام قوانينها. كما أنّ هذه الهوية المدنية هي المدخل لبناء وطن العدالة الاجتماعية.

إنّ تطوير وتحسين حياة الإنسان في لبنان مدخلها بناء نظام ديمقراطي علماني بديل للنظام الطائفي السائد وتحقيق المواطنة الحقيقية والمساواة بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، وذلك يتحقق من خلال:

  • المساهمة في نشر مفهوم العلمانية وفوائدها على صعيد المجتمع ورصد الانتهاكات الطائفيّة في لبنان.

  • دعم صياغة كتاب تربية مُوحّد، وكتاب تاريخ موحد، والمطالبة بمجانية التعليم.

  • دعم إقرار قانون انتخابات لا طائفي يعتمد النسبية على أساس الدوائر الكبرى ونظام اللائحة الانتخابية حيث ينتخب المواطن مشروع المرشحين في اللائحة لا المرشح الفرد بذاته.

  • تأكيد حق وخيار أي مواطن لبناني في الزواج المدني في وطنه وفي الخضوع لنظام أحوال شخصية مدني.

  • دعم حق المرأة وحريتها في المشاركة السياسية وفي المساواة في فرص العمل وفي الرواتب وحقها في إعطاء الجنسية لأولادها، ودعم حمايتها من العنف الأسري.

  • دعم أي تحرك من أجل اعتماد الكفاءة والمساواة في اختيار المرشحين للوظائف العامة والخاصة في لبنان.

  • دعم حق الناس في حياةٍ كريمة على الصعيدين الاجتماعي والمعيشي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حق اللبنانيين بضمان صحي شامل وحق الشباب بإيجاد فرص عمل لهم في بلدهم، وحقهم على دولتهم بأن تضع خطة شاملة لتخفيض أسعار الشقق تسمح لهم بالتملك والإيجار في بلدهم ضمن الإمكانيات المعقولة خارج المُضاربات التجارية الخيالية.

  • دعم حرية الإعلام والتعبير عن الرأي.

يسعى “لقاء الطلاب العلمانيين” للعمل على:

  • تواصل جميع الشباب اللاطائفي والعلماني فيما بينهم بشكل دوري من خلال هذا اللقاء، وضمن المبادئ التي وضعها هذا اللقاء.

  • محاولة تنظيم نشاطات في الجامعات تخدم أهداف اللقاء الذي يجمعهم، وذلك في حال توافرت الإمكانيات والسبل لذلك.

  •  التأسيس لعمل مشترك بين الطلاب على صعيد جامعاتهم وذلك في حال توافرت الإمكانيات والسبل لذلك.

  •  التأسيس لعمل مشترك بين الطلاب على الصعيد الوطني وذلك في حال توافرت الإمكانيات والسبل لذلك.

  • تنظيم ورشات عمل تجمعهم تهدف إلى إيجاد الوسائل والسبل لتعزيز تعاونهم ولنجاح نشاطاتهم الخاصة والمشتركة وللتعريف عن لقائهم.

ولأنّه يفترض بالشباب المُثقف أن يكون صاحب المُبادرة الأولى في التغيير، سوف يبحث “لقاء الطلاب العلمانيين”، على المدى الطويل، عن إطار علمانيٍ عام يجمع في المستقبل جميع شرائح المجتمع المؤمنة بأهمية إرساء أسس الدولة المدنية العَلمانية في لبنان، كما سيبحث مدى إمكانية المبادرة إلى تنظيم هكذا لقاء.

يُؤكد مُؤسسو هذا اللقاء، بأن لا صلة للقائهم بالاصطفاف السياسي القائم في لبنان، ولا بأي فريق سياسي طائفي لبناني، بل ينتهج لقاؤهم أسلوب العمل المدني والمطلبي الطلابي من خلال سياسة القضايا، حيث القضية هي المحور، لا سياسة المصالح الخاصة ولا سياسة الأشخاص ولا تطلعات الفرد الزعيم”.

قرر الطلاب، مع توالي اجتماعاتهم، عقد أول ورشة عمل تجمعهم للاطلاع بشكل أكبر على السلة الحقوقية التي تضمنتها ورقة المبادئ المشتركة، فكانت الخطوة الثانية لهذا اللقاء بورشةٍ نُظمت يومي السبت والأحد 25 و26/4/2015 في برمانا، جمعت 66 طالباً وطالبة من مختلف المحافظات اللبنانية، وتحديداً من الجامعة اللبنانية بفروعها ومن جامعات الـ AUB  والـ LIU والـ USJ والـ LAU والـ AUST  والـ NDU والـ USEK وجامعة بيروت العربية وجامعة هيغازيان والجامعة الإسلامية والجامعة الأنطونية وغيرها، وذلك لوضع خطة عمل أولية مُشتركة للطلاب العلمانيين وآلية أولية لتواصلهم ولنشاطهم في جامعاتهم.

تناولت ورشة العمل ما نصت عليه ورقة المبادئ المشتركة التي صدرت عند تأسيس “لقاء الطلاب العلمانيين”. وتضمن اليوم الأول من الورشة عرضاً للمحاور الأساسية لبناء الدولة العلمانية من خلال جلسات، الأولى تناولت مفهوم العلمانية والثانية تناولت موضوع الزواج المدني وقانون الأحوال الشخصية المدني قدمهما باسل عبدالله، أما الجلسة ثالثة فتناولت موضوع التمثيل السياسي قدمها عربي العنداري وكانت جلسة رابعة حول قانون الانتخابات وخامسة حول التربية على المواطنية قدمهما أديب محفوظ. وقد توزع المُشاركون على مجموعات عمل حددوا أولويات عملهم في هذه المواضيع. وقد اختتم اليوم الأول بلقاء مع الإعلامي رياض قبيسي الذي تناول موضوع الإعلام في التحركات المدنية، وقد جرى نقاش واسع بينه وبين الطلاب حول الوسائل الممكنة لعرض مشاريعهم في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تضمن اليوم الثاني من الورشة عرضاً لمفاعيل إزالة الاشارة الى الطائفة من سجلات النفوس قدمه عمر حسامي، وعرضاً لتجارب طلاب من الجامعة اللبنانية وجامعات الـ AUB والـ LAU أداره جاد ياسين وقدمه الطلاب جاد محيي الدين وبوليانا جحا وياسمينا طباجة وصفا حمزة ويارا نحلة. وقد اتفق بعدها الطلاب على تحديد أُولى نشاطاتهم في اجتماعهم الدوري القادم لهم، ووضعوا خطة عمل أولية وفقاً للمحاور التي تبنوها في ورقة المبادئ المشتركة الصادرة عن اللقاء.

 

مشاركة لقاء الطلاب العلمانيين في مسيرة 28/7/2015 في وجه الطبقة السايسية وإدارتها لأزمة النفايات


وقد سألنا بعض الطّلاب عن رأيهم باللّقاء وعن مدى أهميّته وقدرته على جمع الناس العلمانيين وبماذا يمكن أن يفيد هذا اللّقاء للمستقبل، فكانت الأجوبة كالتالي؛ رأى حسن فياض “أن هذا اللّقاء أكثر من مهمّ، فهو  يجمع جميع العلمانيين ويجعلهم يداً واحدة، وبالاتحاد قوّة، ونحن كشباب يجب علينا ان نتحرّك ونُعلم الناس عن ماهيّة العلمانية ونحدث التغيير ونحسّن المجتمع، لذلك يجب تكثيف هذه اللّقاءات”.
أمّا ميرا بو فخرالدين فقالت: “اللّقاء هو خطوة أساسية تجمع الطّلاب وتوعّيهم أكثر، ولكن ينقصنا تحرّكات ونشاطات أكثر”. وأبدت ليال دويهي رأيها قائلة: “أن هذا اللّقاء مفيد، فوجود طلاّب يحاربون من أجل قضية العلمنة هو خطوة أساسية نحو التغيير، وكما رأينا هناك حماس لدى الكثيرين. وبهكذا لقاء نحن نثبت للجميع بأننا موجودون، فنحن شريحة كبيرة من هذا المجتمع لا يستطيعون إلغاءنا، ونحن بذلك نري رؤوس هذه الدولة بأننا نرفضهم ونرفض توارثهم”. أمّا ماريا قاصوف فترى “بأنّ اللّقاء مهم جدّاً ولكن يجب أن يتوجّه الى الناس الطائفيين أكثر لنستطيع إيصال الأفكار، ويجب تعزيز الخطط العملية أكثر”.

عاد اللقاء ونظم جلسة حوارية مع الدكتور شربل نحاس الذي زارهم في مقر اجتماعهم يوم 16/6/2015 للإضاءة على الواقع المعيشي الذي يعيشه الشباب في لبنان وتحديداً موضوع غلاء أسعار الشقق والإيجارات وارتباط هذا الموضوع بالمنظومة الطائفية في لبنان.

وقد جاءت أول مشاركة ميدانية للقاء الطلاب العلمانيين في سلسلة التحركات التي نُظمت في شهر تموز 2015 في مواجهة أزمة النفايات رفضاً لسياسات الطبقة السياسية في هذا الشأن.

ويواصل “لقاء الطلاب العلمانيين” اجتماعاتهم الدورية لبحث مدى إمكانية تنظيم نشاط مشترك يجمعهم وسبل عملهم في الجامعات ومدى إمكانية تأسيس نوادي علمانية تضمهم فيها.

 

من مسيرة واعتصام من 28/7/2015

 

صفحة لقاء الطلاب العلمانيين على الفايسبوك: لقاء الطلاب العلمانيين    Secular Students Meeting

https://www.facebook.com/%D9%8DSecular-Students-Meeting-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-1604824173134244/timeline/?ref=page_internal

مجموعة لقاء الطلاب العلمانيين على الفايسبوك: لقاء الطلاب العلمانيين  Secular Students Meeting

 https://www.facebook.com/groups/1490693254483339/

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.