أميمة الخليل لـ “تواصل مدني”: الحب قيمة لا يمكنني العمل خارجها

0

تصوير مظفر سلمان

أجرت المقابلة جُمانة فولادكر

 

أميمة خليل، فنانة لبنانية أكتشفَ موهبتها الفنان مارسيل خليفة فانطلقت معه في فرقة الميادين. قدمت مع مارسيل العديد من الأعمال الفنية الخالدة من الاغاني الملتزمة، منها “عصفور طل من الشباك” و”شـــوارع بــيــروت”، وغنت لأهم الشعراء كمحمود درويش وشوقي بزيع. مُـتـزوجـة من الموسيقي والملحن هاني سبليني الذي قدّمت معه العديد من الأعمال الفنية. أجرت أسرة تواصل مدني مع الفنانة أميمة مقابلة لمعرفة المزيد عن أميمة خليل الإنسانة و الفنانة.

 

أين تجد أميمة الخليل نفسها أكثر، في أغنية حب أم في اغنية وطنية /اجتماعية؟ لا تحديد عندي لعنوان مغنَّى، فالحب قيمة لا يمكنني العمل خارجها أو بمعزل عنها، بمعنى آخر، لا أغني كلاماً لا يُحرّك داخلي هذه القيمة، لا أستطيع العمل مع أحد (قد يكون طاقة فذة في مجاله) إن لم يكن بيننا ما هو أبعد وأعمق من التقنيات في العمل. مضمون أية أغنية أعمل عليها محركهُ الأساسي هو الحب.

ماذا أضافت الأمومة إلى شخص أميمة الفنانة؟ ساهمت أمومتي بتعميق فهم مدى مسؤولية المرأة وأهمية دورها في كل مجالات الحياة . فمن مُنطلق مسؤوليتي في أمومتي وفي بيتي، أجدني مسؤولة في كل ما يتعلق بذلك إضافة إلى تفاصيل أخرى في عملي، في حضوري إجمالاً في العائلة  وفي المجتمع الأكبر  خارجها. المحاور عديدة وعليّ الإحاطة بها بشكل يومي، والصبر هو مفتاح أساسي في تحقيق ذلك. ولا أخفي بأني أخفق في بعض الأحيان …

ما هو جديد أميمة الخليل فنياً؟ أحضِّر لأمسيتين في بيروت الشهر المقبل مع الموسيقيين باسل رجوب (مؤلف وساكسفون)، وهاني سبليني (مؤلف وبيانو).  وسيصدر قبل هاتين الأمسيتين عمل مُصور نُطلقه عبر وسائل الإعلام في العالم العربي تحت عنوان “خطبة الأحد” مصدره الأساس فلسطين الداخل. أغنِّي فيه مِن تأليف: مروان مخول كشاعر، ومراد خوري كموسيقي. وهو في محتواه وهدفه، رسالة سياسية وفنية، أرادها الشاعر مروان مخول (من فلسطين) موقفاً عالي النبرة والقيمة مما يجري حالياً في منطقتنا.

هل الالتزام بخط فني معين هو قيد يقضي على مشاريع واحلام فنية أخرى؟ الالتزام لازمة الفن الأساسية. الفن مرتبط بالإنسان في كل حالاته أولاً وأخيراً. الالتزام هو ما يجعل لفنّنا قيمةً وأبعاداً غنية لا تموت، لا يؤخر ولا يلهي عن شيء، بل على العكس، يفتح الآفاق، يحرضّ على التساؤل والتقدم بعمق في كينونة الإنسان وحياته ومساره ومصيره. لا استسهال في الفن، فهو مُسلٍّ في جديته والتزامه، لا حاجه لنا لتفريغه من جدية مضمونه بحجة التسلية.

أين موقع الفنانين الملتزمين على الخارطة الفنية العربية؟ وهل ترين أنّ الجمهور العربي ينظر إليهم على أنهم فنانون موسميون يظهرون فقط في زمن الثورات والحروب؟ لست في موقع التقييم على هذا المستوى، ما يعنيني هو حركتي الدائمة من موقعي وتفاعلي مع ما يجري من حولي، وتقديم موقفي في قالب فنِّي. لا مواسم للعمل عندي. كل يوم هو للغناء بالنسبة لي، للحياة، للنبض طالما أني حية وقادرة!

ما هو برأيك العامل الذي ساهم في استمرارية المشروع الفني بينك وبين الفنان مارسيل خليفة إلى الآن؟ بالنسبة لي، الإيمان بالخير والوفاء الموجودين لدى الإنسان ولا يبخل بطرحهما، والمشاركة للإفادة العامة. بالنسبة له، لا أستطيع الإجابه عنه، فأرجو سؤاله.

هل هنالك مشروع فني تتمنين تحقيقه؟ وما هو إن وجِد؟ نعم، أحدُ أحلامي هو عملٌ مُغنَّى ومُصوَّر يُدعى “أكابيلا” وهو غناء دون آلات موسيقية. أعمل على تحقيقه ويساعدني في ذلك مارسيل خليفة.

ما موقفك من الطلبات التي قدمها مجموعة من الشباب لإزالة الإشارة إلى المذهب من سجلات النفوس ومن الزيجات المدنية التي عقدت في لبنان؟ وهل تشجعين على ذلك؟ موقفي مُؤيدٌ طبعا. برأيي هذا النظام الطائفي لا يضمن حقوق أي منا هنا. أصلاً هو ليس بنظام بل هو تركيبة عجيبة وخارج التصنيف، اتـُفق عليها في فترة الانتداب كخطوة مِن عدة خطوات أخرى، ترسم لصيانة مصالح الدول الكبرى في هذه المنطقة، وبالتالي ليس هناك من مواطنة واضحة الانتماء عندنا سوى الولاء للطائفة، وعليه، فكل خطوة تُطلَق لمناهضة هذا المنطق أنا معها.

تصوير مظفر سلمان

Share.

About Author

باسل عبدالله - مسؤول تحرير مجلة تواصل مدني

Comments are closed.